جريمة و عبرة ...رسالة إلى أصحاب الشركات

المقالات
جريمة و عبرة ...رسالة إلى أصحاب الشركات
بعد لقاءات عديدة مع صاحب الشركة الدولية و تبادل الآراء حول العديد من الموضوعات الإقتصادية الراهنة ، وعقد الإجتماعات لتوسعة نشاطات الشركة في الدول المجاورة أحس السيد وليد الرئيس التنفيذي للشركة أن جورج ذو خبرة واسعة في هذا المجال و سيعود عليه بأرباح من خلال توظيف خبرته في الإدارة . فعرض عليه وظيفة المدير العام في الشركة ووافق جورج بدون تردد . و بعد أسبوعين كان المدير العام الجديد على رأس عمله و يمارس صلاحياته الحساسة في إدارة أدق المعاملات بملايين الدولارات . و شهرا بعد شهر أصبح جورج مقربا من السيد وليد ، مما ولد لديه الثقة تجاهه جعلته يزيد من الصلاحيات الممنوحة له . 
وفي الإجازة الصيفية , قررت سمية إبنة السيد وليد أن تتدرب في شركة والدها لتكتسب الخبرة بما أنها تدرس إدارة الأعمال و المحاسبة ، فوكل السيد وليد جورج بالإهتمام بإبنته و تعليمها كل ماهو صغيرة و كبيرة . و بعد شهرين من عمل سمية الجاد في الشركة و حماسها في تحمل كل شئ بدأ بملاحظة لعدد من المعاملات المغلوطة . فتتبعت سير المعاملات و إذ بها تكتشف تحول مبالغ مالية ضخمة لمدة لا تقل عن ثلاثة سنوات إلى الحساب الشخصي لمدير الشركة و زوجته و أخته و أحد أصدقائه ، بدل تحويلها إلى الحساب الخاص بالشركة .
أحس السيد وليد بخيبة أمل في الشخص الذي إئتمنه على ماله و شركته ، و هو في المقابل يختلس أموال ليست من حقه ،رغم المكانة و المنصب المهم الذي منحه إياه ،و الراتب المغري الذي كان يزيد كل سنة ، و المكافأة المالية السنوية و الخدمات الأخرى التى لم يكن ليحلم بها هو و عائلته . 

العبرة : يتوجب عدم منح الصلاحيات الكاملة لشخص واحد أو منحه ثقة عمياء فيكون هو المتصرف من غير حسيب ولا رقيب ،بل لابد على أصحاب الشركات وضع أنظمة عمل للتدقيق والرقابة ،على جميع المدخلات و المخرجات ،حتى لا يتعرضوا لهذه المواقف المتكررة . وقد قيل إن المال السائب يجعله عرضة للسرقة .